شكل الفوز الساحق الذي حققه يانيك سينر على ريتشارد جاسكيه بنتيجة 6-3، 6-0، 6-4 نهايةً مؤثرة لمسيرة اللاعب الفرنسي العريقة، ووضع نقطة الختام على حقبة استمرت نحو ثلاثة عقود في ملاعب التنس. وكانت ملاعب باريس الترابية الحمراء خلفية شاعرية لوداع جاسكيه، الذي لمع اسمه منذ طفولته وظل محط أنظار الجمهور الفرنسي والعالمي لعقود.
لم يُعرف جاسكيه بعدد ألقابه في البطولات الكبرى، بل بجمالية أسلوبه في اللعب، ولا سيما ضربة اليد الواحدة الخلفية التي أصبحت بصمته الفريدة. هذه الضربة التي صنّفها موقع Tennis.com كخامس أفضل ضربة خلفية في العصر المفتوح، وضعت جاسكيه في مصاف كبار فناني اللعبة أمثال فيدرر وستان فافرينكا وجوستين هينين.
منذ أن تصدّر غلاف مجلة "تنس" بعمر التاسعة، عُرف جاسكيه كموهبة استثنائية، وكان فوزه على رافاييل نادال في بطولة للناشئين بعمر الثانية عشرة بداية لمسيرة مُثقلة بتوقعات عالية. ورغم عدم قدرته على تحقيق انتصارات منتظمة على الثلاثي الكبير: نادال وفيدرير وديوكوفيتش، فقد حقق مسيرة متميزة شملت 16 لقبًا في بطولات الـATP، كأس ديفيس، ميدالية أولمبية، وبلوغ نصف نهائي ثلاث بطولات كبرى.
وتحدث كاتب سيرته فرانك راميا عن الضغط الكبير الذي رافق جاسكيه منذ مراهقته، حيث كانت فرنسا تنتظر منه أن يكون البطل الجديد بعد يانيك نواه، وهو الدور الذي لم يسعَ جاسكيه يومًا لتجسيده. اختار أن يكون لاعبًا مخلصًا لجماليات اللعبة، وترك خلفه إرثًا من الأناقة والصمود والتميز الهادئ في التنس الفرنسي.
ADD A COMMENT :