كانت اللحظة محط أنظار الجميع كما هو متوقع، عندما خاضت النجمة التشيكية بترا كفيتوفا آخر مباراة لها في بطولة ويمبلدون، البطولة التي صنعت فيها بعضًا من أهم لحظات حياتها المهنية والشخصية. من رفع لقبين في البطولات الأربع الكبرى إلى خطبتها في الملعب الرئيسي، ووصولًا إلى استقبال مولودها خلال فترة البطولة العام الماضي، ظلّت ويمبلدون بالنسبة لها "مكانًا خاصًا" لا مثيل له.
في مباراتها الختامية ضمن البطولة، واجهت كفيتوفا منافسة قوية تمثلت في الأمريكية المصنفة العاشرة إيما نافارو، وانتهت المباراة بخسارة كفيتوفا بنتيجة 6-3، 6-1. لكن النتيجة لم تكن سوى تفصيل صغير في لحظة تجاوزت مجرّد الرياضة. فقد وقفت جماهير الملعب رقم واحد لتحية بطلتهم، وبالرغم من الخسارة في الدور الأول، حظيت كفيتوفا بشرف نادر يتمثل في إلقاء كلمة للجمهور.
قالت كفيتوفا، وقد تأثر صوتها بالبكاء: "سأفتقد ويمبلدون، سأفتقد التنس، سأفتقدكم أيها الجمهور... لكنني جاهزة لبدء فصل جديد من حياتي." وتوجهت بالشكر إلى مدربيها بدءًا من والدها وانتهاءً بزوجها، كما وجهت رسالة مؤثرة بلغتها التشيكية لعائلتها التي حضرت لتوديعها من المدرجات.
من جانبها، عبّرت نافارو بعد المباراة عن احترامها الكبير لكفيتوفا قائلة: "كان شعورًا غير واقعي أن أراها ترسل كرات قوية نحوي من الجهة المقابلة. لقد شعرت بالرعب أحيانًا. كفيتوفا قدمت مسيرة مذهلة، وكان شرفًا لي أن أواجهها اليوم."
نشأت كفيتوفا في بلدة مورافية هادئة، وتدربت على الملاعب الترابية، ما جعلها بعيدة عن التميز على العشب في البداية. ومع ذلك، بين عامي 2010 و2015، بلغت على الأقل ربع نهائي ويمبلدون كل عام، وتوجت باللقب مرتين في2011 و2014 بفضل إرسالها القوي وضرباتها الأرضية الهجومية التي انسجمت تمامًا مع الأرضية العشبية.
لم تكن رحلتها خالية من التحديات، ففي عام 2016 تعرضت لاعتداء بسكين في منزلها تسبب في إصابات بالغة بيدها اليمنى. رجّح الأطباء حينها أن فرص عودتها للملاعب شبه مستحيلة، لكنها فاجأت الجميع بعودتها بعد خمسة أشهر فقط.
ورغم أنها لم تتجاوز الدور الرابع في ويمبلدون منذ ذلك الحين، إلا أن حبها للبطولة لم يتغير. وبعد أن غابت عن نسخة العام الماضي بسبب إجازة الأمومة، عادت هذا الموسم وأعلنت نيتها الاعتزال بعد بطولة أمريكا المفتوحة. وعلى الرغم من فوزها بمباراة واحدة فقط من أصل تسع منذ عودتها، فقد قبلت بطاقة دعوة للمشاركة في ويمبلدون للمرة الأخيرة.
قالت بتأثر: "هذا المكان يحمل أفضل الذكريات التي قد أتمناها. لم أحلم يومًا بالفوز ببطولة ويمبلدون، وقد فزت بها مرتين. هذا شيء استثنائي حقًا."
وبينما كانت تغادر الملعب، تمشي ببطء وتلتقط كل لحظة، غادرت بترا كفيتوفا البطولة ليس فقط كبطلة، بل كرمز للإصرار والتواضع والأناقة التي ألهمت مشجعي التنس حول العالم.
ADD A COMMENT :