وجاءت المباراة لتشكل ليس فقط عودة ديميتروف من الإصابة، بل أيضًا أول مواجهة رئيسية في تاريخ البطولة تُقام في مقرها الجديد — صالة لا ديفانس أرينا.
وبعد ما يقارب أربعة عقود من استضافة البطولة في القاعة الشهيرة "بيرسي أرينا"، انتقلت بطولة باريس للأساتذة إلى لا ديفانس أرينا الواقعة في الضواحي الغربية للعاصمة الفرنسية. الصالة الحديثة تُعرف بأنها معقل نادي الركبي "راسينغ 92"، وقد افتُتحت عام 2017 واستضافت العديد من الحفلات الموسيقية الكبرى والفعاليات السياسية وحتى منافسات السباحة الأولمبية. وبعد تحويلها لاستضافة التنس، أصبحت تضم ثاني أكبر ملعب رئيسي في العالم بعد ملعب "آرثر آش" في نيويورك.
بالنسبة لديميتروف، كانت الليلة رمزية ومليئة بالمشاعر، إذ جاءت بعد فترة طويلة من التعافي. اللاعب المصنف الثالث عالميًا سابقًا خاض أول مباراة له منذ بطولة ويمبلدون، حين اضطر للانسحاب من الدور الرابع بينما كان متقدمًا بمجموعتين على البطل لاحقًا يانّيك سينر. وقال ديميتروف البالغ من العمر 34 عامًا بعد اللقاء:
"سواء فزت أو خسرت اليوم، كانت المباراة بحد ذاتها انتصارًا. التحلي بالصبر خلال فترة التعافي لم يكن سهلًا، وأنا سعيد فقط بالعودة إلى المنافسة."
ورغم الدعم الكبير من الجماهير الفرنسية لمنافسه، حافظ ديميتروف على هدوئه، وحسم المجموعة الأولى في شوط فاصل صعب، قبل أن يهيمن تمامًا على المجموعة الثانية. وبفضل دقته في الإرسال وتحركاته السريعة، حصد كسر إرسال مبكرًا ليضمن الفوز بسهولة ويتأهل إلى دور الـ32، حيث سيواجه الفائز بين الروسي دانييل ميدفيديف والإسباني خاومي مونار.
وفي مباريات أخرى، تأهل المصنف الثاني عشر أندري روبليف بسهولة إلى الدور الثاني بفوزه على البريطاني جاكوب فيرلي 6-1، 6-4، معبرًا عن رضاه عن مستواه:
"لقد لعب بشكل أفضل في المجموعة الثانية، لكني سعيد بالطريقة التي أدرت بها المباراة."
كما شهد اليوم الافتتاحي تألق اللاعبين الفرنسيين أصحاب الدعوات الخاصة، حيث تغلب آرثر كازو على الإيطالي لوتشيانو داردي بنتيجة 7-6(5)، 7-6(4)، في أول مباراة تُقام على الملعب الرئيسي الذي يتسع لـ17,500 متفرج. وحقق مواطنه آرثر ريندرنيك النتيجة نفسها بفوزه على المجري فابيان ماروزسان، وسط أجواء جماهيرية رائعة.
وفي نتائج أخرى، فاز الإيطالي فلافيو كوبولي على التشيكي توماس ماتشاك 6-1، 6-4، بينما تغلب الكازاخي ألكسندر بوبليك على الأسترالي أليكسي بوبيرين 6-4، 6-3. واختُتم اليوم بمواجهة المصنف العاشر كارين خاتشانوف مع الأمريكي إيثان كوين المتأهل من التصفيات.
يمثل انتقال بطولة باريس للأساتذة إلى لا ديفانس أرينا بداية حقبة جديدة لهذا الحدث التاريخي، الذي انطلق هذا العام بعودة ملهمة لديميتروف تحت أضواء مقرها الجديد المذهل.
ADD A COMMENT :