تشهد بطولة العالم للفورمولا 1 لموسم 2024 مرحلة حاسمة، حيث يخوض ماكس فيرستابن وريد بُل سباق جائزة بلجيكا الكبرى لأول مرة من دون مدير الفريق السابق كريستيان هورنر، الذي أقيل بشكل مفاجئ بعد 20 عامًا من القيادة، قاد خلالها فيرستابن للفوز بأربعة ألقاب عالمية متتالية. وُلد فيرستابن في بلجيكا، ويرحب بالبداية الجديدة في ظل قيادة مختلفة، بينما يسعى الفريق لاستعادة زخمه على المسار السريع لحلبة سبا الشهيرة.
لوران ميكي، الذي تمت ترقيته مؤخرًا من فريق ريسينغ بُلز التابع لريد بُل، يتحمل الآن مسؤولية كبيرة في الحفاظ على تنافسية الفريق وإعادة الاستقرار بعد فترة مضطربة. ويُعرف ميكي بخبرته الهندسية ونهجه الهادئ، وهو ما يميّزه عن المرحلة السابقة التي شهدت تحقيقات في قضايا هورنر، خسارة لقب الصانعين لصالح ماكلارين، ورحيل عدد من الموظفين البارزين.
ورغم الاضطرابات خارج الحلبة، يواصل فيرستابن تركيزه الكامل. وقال: "سبا من الحلبات الكلاسيكية ودائمًا ما تكون المفضلة لدي في جدول السباقات"، مشيدًا بتضاريس الحلبة وتحدياتها الفريدة. وبعد نتيجة مخيبة بحلوله خامسًا في سيلفرستون، يطمح فيرستابن لاستعادة مستواه والمنافسة على فوزه الرابع في سبا، بدءًا من سباق السرعة يوم السبت – الذي يُعد أول اختبار حقيقي لميكي كمدير للفريق.
في الوقت ذاته، تشتد المنافسة على لقب 2024 بين ثنائي ماكلارين أوسكار بياستري ولاندو نوريس، إذ يتصدر بياستري الترتيب بفارق ثماني نقاط، لكن نوريس يسعى لتحقيق فوزه الثالث على التوالي لتقليص الفارق. وتشكل هذه المنافسة المحور الأكثر إثارة في سباقي بلجيكا والمجر المتتاليين. ويُتوقع أن يدخل بياستري السباق بحماس كبير بعد العقوبة المثيرة للجدل التي تعرض لها في سيلفرستون.
كما يأمل سائقون آخرون في الاستفادة من سبا كفرصة للتألق، مثل جورج راسل من مرسيدس، الذي يسعى للاستفادة من الطقس المتقلب بعد أن خسر الفوز العام الماضي بسبب خفة وزن سيارته. أما فيراري، فتدخل السباق بحزمة تطويرات جديدة على أمل إنهاء سلسلة النتائج السلبية منذ انتقال لويس هاميلتون إلى الفريق، حيث أنعشت منصات التتويج الأخيرة التي حققها شارل لوكلير آمال الفريق الإيطالي.
وسيشهد السباق أيضًا عودة نيكو هولكنبرغ من فريق ساوبر، بعد أن حقق أول منصة تتويج في مسيرته بعد 239 مشاركة. ويواصل الفريق، الذي سيتحول قريبًا إلى فريق أودي الرسمي، تقديم مستويات قوية وجمع نقاط مهمة في السباقات الأخيرة.
وبينما تعود الحياة إلى الفورمولا 1 في قلب أوروبا، تتجه الأنظار نحو فيرستابن وريد بُل لرؤية ما إذا كان بإمكانهما التأقلم مع هذا الفصل الجديد، وسط اشتداد المنافسة على اللقب.
ADD A COMMENT :