لم يُنهِ فوز نوريس في جائزة أبوظبي الكبرى هيمنة فيرستابن التي دامت أربع سنوات فحسب، بل مثّل أيضاً نقطة تحول للفورمولا 1 مع استعداد الرياضة لتغييرات تقنية كبيرة في2026.
اللقب الذي حققه البريطاني البالغ 26 عاماً جاء قبل تقديم السيارات الجديدة واللوائح المعدّلة، مما أبرز الابتعاد عن ثقافة "الفوز بأي ثمن" التي ميزت المواسم الأخيرة. وقد تحقق نجاحه باستخدام قواعد ماكلارين الفريدة المعروفة باسم "قواعد البابايا"، التي تركز على العدالة والعمل الجماعي والمساواة تحت الضغط.
أكد نوريس أن البطولة فاز بها وفق شروطه الخاصة، محافظاً على مبادئه بدلاً من تبني الأساليب العدوانية المرتبطة غالباً بالأبطال السابقين. وقال: "أشعر أنني تمكنت من الفوز بالطريقة التي أردتها، دون أن أكون شخصاً لست عليه."
حتى المنافسون مثل فيرستابن عدّلوا أسلوبهم هذا الموسم، وهو ما يعكس تحولاً واسعاً في حلبة السباق نحو الاحترام والسباقات النزيهة وتقليل أوامر الفريق.
أوضح نوريس أن فخره لا يأتي فقط من الفوز، بل من إسعاد الناس، بما في ذلك زملاؤه في الفريق والمجتمع الأوسع للفورمولا 1.
بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تكون مرسيدس منافساً قوياً في 2026، بفضل تصميم محركها الجديد الأخف والأكثر مرونة.
تعمل اللوائح المعدّلة على خفض وزن السيارة بمقدار 30 كيلوجراماً، وستزود مرسيدس وحدات الطاقة لماكلارين وويليامز وألباين.
في الوقت نفسه، ستواصل ريد بول تطوير محركاتها الخاصة، مع مشاركة فيرستابن وزميله الجديد أرفيد ليندبلاد، إلى جانب ليام لوسون في الفريق الشقيق، ريسينغ بولز.
تأمل أودي، التي كانت تعرف سابقاً بسيبر، في العودة بقوة كمنافس في منتصف الترتيب، مع الاحتفاظ بالسائقين نيكو هولكنبرغ وغابرييل بورتوليتو.
كما تضيف دخول كاديلاك، بدعم من جنرال موتورز وقيادة السائقين المخضرمين فالتيري بوتاس وسيرجيو بيريز، مزيداً من الإثارة للموسم القادم.
تسعى فيراري لتحقيق أول لقب سائق منذ 2007، في لحظة حاسمة "الآن أو أبداً"، مع تشارلز لوكلير وزميله لويس هاميلتون في محاولة قلب موسم صعب لصالحهما.
مع السيارات الجديدة واللوائح والتشكيلات الجديدة، تدخل الفورمولا 1 مرحلة تغيير جذري، تمهد لموسم 2026 مثير. لقب نوريس ليس مجرد إنجاز شخصي، بل رمز لرياضة تتطور نحو المزيد من العدالة والتنافس والعمق الاستراتيجي.
ADD A COMMENT :