كتب بوبّا والاس اسمه في سجلات تاريخ ناسكار يوم الأحد بفوزه في سباق بريكارد 400 في إنديانابوليس، ليصبح أول سائق أسود يحقق الانتصار في أحد السباقات الأربعة الكبرى للرياضة. جاءت فوزّه الدرامي بعد قرار جريء بالبقاء على المضمار دون التوقف للتزود بالوقود خلال الوقت الإضافي، حيث أنهى السباق بفارق 0.222 ثانية فقط أمام حامل اللقب كايل لارسون. مثل هذا الانتصار الثالث في مسيرته ضمن ناسكار لحظة فاصلة على المستويين المهني والشخصي للسائق البالغ من العمر 31 عاماً.
تكمن أهمية إنجاز والاس التاريخي في تأثيره الواسع خارج الحلبات أيضاً. منذ أن برز إلى الساحة، واجه والاس تدقيقاً شديداً ليس فقط لأدائه في السباقات، بل أيضاً بسبب عرقه وآرائه الصريحة وموقفه الشجاع ضد العنصرية في رياضة لطالما سيطر عليها السائقون والجماهير البيض.
حظي نشاطه الحقوقي باهتمام وطني في 2020 عندما عُثر على حبل مشنقة في مرآبه في مضمار تالاديغا السريع. رغم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي خلص لاحقاً إلى أنه لم يكن موجهاً إليه تحديداً، مثلت الحادثة رمزاً للتحديات العميقة التي واجهها.
في نفس العام، نجح والاس في الضغط على ناسكار لحظر علم الكونفدرالية من الفعاليات، وهي خطوة رمزية في رياضة مرتبطة تاريخياً بجنوب الولايات المتحدة. في صيف ذلك العام، ارتدى والاس قميصاً كتب عليه "لا أستطيع التنفس" في مضمار أتلانتا، متضامناً مع حركة حياة السود مهمة بعد مقتل جورج فلويد. رفعت هذه الخطوات من مكانته كرمز في النضال من أجل التنوع والعدالة في عالم سباقات السيارات.
على الرغم من الردود السلبية، التي تضمنت إهانات عنصرية وحتى تدخلات في اتصالاته اللاسلكية، ظل والاس ثابتاً في مهمته. ويؤكد باستمرار على أهمية تمثيل التنوع ليس فقط بين السائقين بل أيضاً في قيادة ناسكار. وقال: "التغيير يبدأ بمساعدة الناس على فهم سبب الحاجة إليه"، مشدداً على ضرورة الشمول الحقيقي في كل مستويات الرياضة.
وجد والاس دعماً رئيسياً من أسطورة كرة السلة مايكل جوردان، المالك المشارك لفريق 23XI ريسينغ الذي ينافس معه والاس. يعد جوردان، إلى جانب براد دوغرتي، من بين المالكين السود القلائل في ناسكار. يعملون معاً لدفع التغيير داخل هيكل الرياضة، على أمل أن يلهم وجودهم المزيد من المشاركين من الأقليات في كل المستويات، من فرق الصيانة إلى مجالس الإدارة.
على الرغم من إطلاق ناسكار مبادرات مثل "القيادة من أجل التنوع"، تكشف الإحصائيات عن فجوة واضحة: أقل من 5% من السائقين ينتمون لأقليات، رغم أن الأقليات تشكل ما يقرب من ربع الجماهير.
يبقى والاس رمزاً للإصرار، حيث يواجه غالباً هتافات الاستهجان في السباقات لكنه لا يستسلم أبداً. بعد انتصاره في إنديانابوليس، رسالته واضحة – هو يتسابق ليس فقط من أجل الفوز، بل لقيادة حركة دائمة نحو المستقبل.
بينما يرفع والاس ذراعيه في لحظة الانتصار، يحمل أكثر من مجرد علم النهاية – يحمل آمال مستقبل أكثر شمولاً في ناسكار.
ADD A COMMENT :