كان هذا الفوز الكبير بمثابة تأكيد على هيمنة فريق لويس إنريكي، حيث أنهى النادي الفرنسي الموسم بعد أن سبق له الفوز بلقب الدوري الفرنسي وكأس فرنسا. جاء الانتصار بفارق الأهداف الأكبر في نهائي دوري أبطال أوروبا، ليعكس قوة وجدارة باريس سان جيرمان بهذا الإنجاز.
تألق نجم المباراة، ديزيري دوا، البالغ من العمر 19 عاماً، والذي فاجأ الجميع بتفضيله على باركولا في التشكيلة الأساسية. صنع دوا الهدف الأول لأشرف حكيمي في الدقيقة 12، ثم أضاف الهدف الثاني بنفسه بعد ثماني دقائق فقط. سيطر باريس سان جيرمان بالكامل على الشوط الأول، في حين لم ينجح إنتر في تسديد أي كرة بين الخشبات الثلاث، وسط أداء هجومي منظم ومكثف للفريق الفرنسي.
في الشوط الثاني، لم يظهر باريس أي علامة على التراجع، حيث سجل دوا هدفه الثاني في الدقيقة 63 ليصبح أول لاعب منذ عام 1964 يشارك في تسجيل ثلاثة أهداف في نهائي دوري أبطال أوروبا. بعدها أضاف خفيشا كفاراتسخيليا الهدف الرابع، واختتم البديل ساني مايويلو التسجيل في الدقيقة 86. ظل إنتر ميلان عاجزًا عن الرد وودع الموسم دون أي لقب.
هذا الفوز كان أكثر من مجرد تتويج، فهو رمز لطموحات النادي منذ استحواذ الملاك القطريين عليه عام 2011، حيث ظل لقب دوري الأبطال حلماً بعيد المنال رغم الاستثمارات الضخمة. ومع رحيل نجم الفريق كيليان مبابي إلى ريال مدريد الصيف الماضي، توقع الكثيرون تراجع باريس، لكنه ظهر أكثر قوة كوحدة متماسكة بفريق متوسط عمر 23.6 عاماً، ما يجعل هذا الانتصار بداية حقبة جديدة.
لم يكن طريق باريس سان جيرمان إلى النهائي سهلاً، خاصة في مرحلة المجموعات، لكنه استعاد توازنه ليخوض مراحل خروج المغلوب بثقة، مقصياً فرقاً كبيرة مثل ليفربول وأستون فيلا وأرسنال بأسلوب مميز. خلال هذه الحملة، سجل الفريق 33 هدفاً، وهو أكبر عدد في تاريخ مشاركاته الأوروبية، مما يبرز قدراته الهجومية ونضجه التكتيكي تحت قيادة إنريكي.
أما بالنسبة لإنتر ميلان، فقد كانت هذه الهزيمة هي الثانية لهم في نهائي دوري الأبطال خلال ثلاث سنوات. انتهى موسمهم الذي كان واعدًا بخيبة أمل بعد خسارتهم أيضاً لقب الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا. ويبدو أن المدرب سيموني إنزاجي، الذي لعب دورًا محورياً في إعادة بناء الفريق، قد يتجه لخوض تحدٍ جديد في السعودية، مما يشير إلى احتمال نهاية حقبة للنيراتزوري.
ADD A COMMENT :