اتخذت الاستعدادات لمباراة نيجيريا الفاصلة أمام الغابون ضمن تصفيات كأس العالم 2026 منعطفًا مثيرًا للجدل، بعد أن أعرب الاتحاد النيجيري لكرة القدم (NFF) عن قلقه بشأن مصداقية تعيين طاقم التحكيم للمواجهة المنتظرة.
وقبل أيام قليلة من المباراة المرتقبة في الرباط، المغرب، قدم الاتحاد النيجيري شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، محذرًا من أن اختيار الحكام قد يثير الشكوك حول نزاهة واحدة من أهم مباريات التصفيات الإفريقية.
وقد تم تعيين الحكم أبونغيل توم من جنوب إفريقيا لقيادة اللقاء، بمساعدة طاقم من بلاده، بينما اختير هيوغ ألان جُوفي من بنين كمقيّم للحكام.
إلا أن الاتحاد النيجيري يرى أن تعيين حكام من جنوب إفريقيا وبنين يمثل تضاربًا في المصالح، نظرًا لمشاركة البلدين في نفس مجموعة التصفيات التي ضمت نيجيريا والغابون.
وكانت بنين قد ودعت المنافسة بعد عودة نيجيريا القوية في الجولات الأخيرة، في حين أثارت جنوب إفريقيا الجدل مؤخرًا بسبب تصريحات علنية ضد فرص نيجيريا في التأهل.
وقد تصاعد الجدل بعدما صرّح وزير الرياضة والفنون والثقافة الجنوب إفريقي، غايتون ماكنزي، برغبته في رؤية نيجيريا خارج المونديال — وهي تصريحات اعتبرها النيجيريون مستفزة وغير مهنية.
وأكد الاتحاد النيجيري في بيانه أن تعيين حكام من دول لها مصالح تنافسية أو عاطفية في التصفيات “يخلق توترًا يمكن تجنبه” ويهدد ثقة الجماهير في عدالة نتيجة المباراة.
وقد تبنى عدد من الخبراء والمسؤولين في كرة القدم النيجيرية الموقف نفسه، مؤكدين أن نزاهة التحكيم لا تقتصر على الأداء فحسب، بل تشمل أيضًا الحياد والانطباع العام، خاصة في مثل هذه المراحل الحساسة.
ولم يصدر الفيفا ردًا رسميًا بعد على احتجاج نيجيريا، إلا أن التوقعات تشير إلى أنه سيعيد النظر في التعيينات لتفادي تفاقم الأزمة.
ومع اقتراب موعد المباراة التي قد تحدد مصير النسور الخضر في الطريق إلى المونديال، باتت الأنظار مقسومة بين التحضيرات الفنية داخل الملعب والجدل الإداري خارج الملعب — وهي انشغالات يأمل الاتحاد النيجيري أن تُحسم قبل صافرة البداية.
ADD A COMMENT :