ليونيل ميسي يقود الارتفاع الهائل في قيمة إنتر ميامي ويعيد تشكيل الـMLS قبل مونديال 2026

Posted : 17 November 2025

عندما وصل ليونيل ميسي إلى ميامي في صيف 2023، اعتقد الكثيرون أن انتقاله يمثل بداية النهاية لمسيرته الأسطورية. ووصفه البعض بأنه “جولة اعتزال” تحت شمس فلوريدا، بعيدًا عن المنافسة الأوروبية. لكن ما حدث كان العكس تمامًا.

ففي غضون 30 شهرًا فقط، أعاد ميسي تشكيل اقتصاديات كرة القدم الأميركية ومكانتها العالمية. وتمديد عقده حتى عام 2028 ليس مجرد التزام رياضي، بل قرار تجاري يركّز على الزخم المتصاعد قبل كأس العالم 2026 في أميركا الشمالية.

بالنسبة لمالكي إنتر ميامي—ديفيد بيكهام والأخوان خورخي وخوسيه ماس—أصبح ميسي محور تحول لم يكن متوقعًا بهذا الحجم. تشير التقديرات المالية المحدثة لعام 2025 إلى حجم تأثيره: قبل وصوله، كانت قيمة النادي وفق “فوربس” تبلغ 585 مليون دولار. اليوم، ارتفعت القيمة إلى ما بين 1.2 و1.3 مليار دولار—وهي الأعلى في الـMLS—بنمو يبلغ نحو 120% خلال عامين فقط. وقد اعترف خورخي ماس علنًا بأن ميسي "غيّر اقتصاديات الدوري بالكامل"، مؤثرًا على الرعايات، والظهور الإعلامي، والإيرادات، والبيئة التجارية بوجه عام. ويتوقع ماس أن ترتفع إيرادات النادي السنوية في 2025 إلى 180–200 مليون دولار—ثلاثة أضعاف إيرادات عام 2022.

يتجاوز تأثير ميسي مجرد القيمة السوقية. فعقده نفسه يعكس النموذج الاقتصادي الجديد. فرغم أن راتبه السنوي المضمون يبلغ حوالي 20.4 مليون دولار، إلا أن قيمته الحقيقية تكمن في اتفاقيات مشاركة الإيرادات مع أديداس وآبل TV+، إضافة إلى خيار امتلاك حصص بعد الاعتزال. ميسي ليس مجرد لاعب في الفريق؛ بل شريك استراتيجي في نمو النادي والدوري على المدى الطويل.

الطلب الجماهيري ارتفع بشكل جنوني. فقد ارتفعت أسعار تذاكر مباريات إنتر ميامي على ملعبه بنسبة 500% في المتوسط، وتجاوزت 1000% في بعض المباريات. وفي المباريات خارج الديار، بيعت التذاكر بأسعار غير مسبوقة وصلت إلى متوسط 712 دولارًا في بعض المدن. كما بقي قميص ميسي الأكثر مبيعًا في الـMLS للسنة الثانية على التوالي، وقفزت مبيعات المنتجات الرسمية للنادي عدة مرات. حتى قطاع السياحة في ميامي شهد أثرًا مباشرًا، حيث تشير تقارير محلية إلى ارتفاع السياحة الرياضية بنسبة 15% منذ وصوله.

كما سرّع وصول ميسي تفعيل أكبر اتفاق بث في تاريخ الدوري—صفقة أبل TV+ بقيمة 2.5 مليار دولار لمدة عشر سنوات. وتشير بيانات الدوري إلى تضاعف عدد المشتركين خلال الفترات الذروة. ووصف المفوض دون غاربر ميسي بأنه “أندر النادر”، مضيفًا أن النجم العالمي "أعاد تحديد مسار" الـMLS. وأدى وجود ميسي إلى نقل بعض مباريات الأندية المنافسة إلى ملاعب أكبر. وسجّل الدوري رقمًا قياسيًا تاريخيًا حين حضر 72,610 متفرجين مباراة إنتر ميامي في شيكاغو—أرقام كانت مستحيلة سابقًا في كرة القدم الأميركية.

وعلى أرض الملعب، كان تأثير ميسي هائلًا أيضًا. فقد تحوّل إنتر ميامي من فريق متعثر إلى أحد أقوى فرق الدوري. وأنهى ميسي موسم 2025 كهداف الـMLS بـ29 هدفًا، وأضاف 17 تمريرة حاسمة في 28 مباراة—مساهمًا مباشرة في 46 هدفًا، وهو أحد أفضل الأرقام في تاريخ الدوري. وبعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في الموسم السابق، يُعد المرشح الأبرز هذا العام أيضًا. وقد جذب وجوده زملاءه السابقين في برشلونة—سيرجيو بوسكيتس، وجوردي ألبا، ولويس سواريز—ليصبح إنتر ميامي أكثر فرق الدوري نجومية. وتبلغ قيمة تشكيلته الحالية 49 مليون دولار، وهي الأعلى كلفة في الـMLS.

لم يكن قرار تمديد عقد ميسي حتى سن الـ41 مبنيًا على توقع استمرار أدائه البدني في القمة طوال هذه الفترة. بل يأتي ضمن رؤية استراتيجية أكبر. فميسي سيقود الفريق إلى افتتاح “ميامي فريدوم بارك” في 2026، وهو ملعب عالمي من المتوقع أن يتحول إلى مركز تجاري ضخم. كما يشكل وجوده حجر الأساس في استراتيجية التسويق للدوري قبل كأس العالم 2026، الذي وصفه غاربر بأنه “وقود صاروخي” لكرة القدم في المنطقة، مع وضع ميسي كواجهة لمرحلة النمو التالية في أميركا.

وتشير تقارير إلى أن الاتفاق الجديد يضم مهامًا مستقبلية كسفير للعلامة التجارية وحقوقًا محتملة في الملكية، مما يعزز دوره كشريك طويل المدى في توسع الـMLS. لطالما واجهت كرة القدم تحديات في اختراق التيار العام في الولايات المتحدة، لكن ميسي غيّر الحوار كليًا.

إن شراكته المستمرة مع إنتر ميامي والدوري تمثل واحدة من أقوى دراسات الحالة في عالم التسويق الرياضي العالمي، والعالم يراقب كيف سيواصل هذا الفصل الجديد إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي لكرة القدم.

ليونيل ميسي يقود الارتفاع الهائل في قيمة إنتر ميامي ويعيد تشكيل الـMLS قبل مونديال 2026

ADD A COMMENT :

Hot Topics