عندما تنطلق كأس الأمم الإفريقية في المغرب عام 2025، ستكون بمثابة أرشيف حي لمسيرة كرة القدم الإفريقية. من السلالات القياسية إلى الدول التي لا تزال تطمح لتحقيق أول اختراق في الأدوار الإقصائية، تعكس البطولة تطور كرة القدم الإفريقية عبر المناطق والأجيال والأساليب. تظل كأس الأمم الإفريقية المنافسة الدولية الكبرى الوحيدة التي تتقاطع فيها التاريخ والزخم والهوية الوطنية بهذه القوة.
فيما يلي لمحة عن كل دولة مشاركة، تتشكل من الإنجازات والفرص الضائعة واللحظات الحاسمة التي تستمر في تشكيل التوقعات قبل انطلاق المغرب.
نيجيريا
قصة نيجيريا في البطولة مليئة بالاستمرارية والأهمية. تحمل ثلاثة ألقاب إلى جانب سجل طويل من الوصول إلى الأدوار المتقدمة والنهائيات، بما في ذلك وصافة كأس الأمم الإفريقية 2023. النسور الخضراء تجدد المواهب باستمرار، مما يضمن حضورهم في المنافسة حتى خلال فترات التحول.
كوت ديفوار
تدخل كوت ديفوار البطولة كبطل مدافع بعد انتصارها الدرامي في نسخة 2023 على أرضها. ألقابها الثلاثة تعكس عقودًا من الجودة الفردية المتميزة إلى جانب فترات من النضج الجماعي. غالبًا ما تُقاس الأفيال بقدرتها على تحويل المواهب إلى ألقاب، ونجاحها الأخير أكد مكانتها بين أقوى الفرق في القارة.
الجزائر
هوية الجزائر في كأس الأمم الإفريقية تمزج بين السيطرة الفنية والحافة التنافسية. أظهرت النسور الصحراوية في انتصارهم الأخير كيف يمكن للهيكل المنضبط والهجوم الواضح السيطرة على الساحة القارية. المغرب فرصة لإعادة التأكيد على تلك السلطة.
الكونغو الديمقراطية
تحمل الكونغو الديمقراطية إرثًا متجذرًا في عقود البطولة التكوينية. ألقابها في 1968 و1974 جعلتها من الرواد الأوائل في كرة القدم الإفريقية. رغم أن البطولات الأخيرة لم تمنحهم الكأس، فإن تاريخهم يستحق الاحترام، وحضورهم يضيف عمقًا لأي نسخة من البطولة.
الدول التي توجت مرة واحدة
المغرب، مستضيف البطولة، يعود إلى الأضواء بلقب وحيد يعود لعام 1976. هويتها الحديثة، المتشكلة عبر التنظيم التكتيكي والخبرة العالمية، اكتسبت اعترافًا دوليًا خلال وصولها لنصف نهائي كأس العالم 2022.
السنغال أنهت مطاردة طويلة للمجد القاري في 2021، مؤكدة مكانة أسود تيرانغا كقوة حديثة قادرة على تحويل الوعود إلى هيمنة.
زامبيا ولقبها في 2012 يمثل أحد أبرز فصول البطولة، بينما تونس تحمل لقبها الوحيد عام 2004، ولكن مساهمتها الأوسع تكمن في المشاركة المستمرة منذ 1994.
جنوب إفريقيا بدأت تأثيرها المباشر بالفوز عام 1996، بينما السودان توج مرة واحدة في 1970.
المنافسون المستمرون بدون لقب
بوركينا فاسو اكتسبت سمعة كمتخصصة في البطولة رغم عدم التتويج. مالي تظل من الفرق الموهوبة تقنيًا ولكن غير المكتملة، والجابون لديها لمحات من النجاح دون استمرارية، وأنغولا تعتمد على القوة البدنية والتنظيم.
الدول الصاعدة والعائدة
غينيا الاستوائية أظهرت نموًا سريعًا، وبنين عادت بعد وصولها ربع النهائي في 2019، وتنزانيا تواصل التوسع في شرق إفريقيا، وأوغندا عادت بعد غياب طويل، وزيمبابوي وموزمبيق يسعيان للتأهل للأدوار الإقصائية لأول مرة، وجزر القمر وبوتسوانا يمثلان قصصًا حديثة في البطولة.
كأس الأمم الإفريقية 2025 لا يحددها مرشح واحد أو قصة وحيدة، بل تشكلها كل الطيف التاريخي لكرة القدم الإفريقية، من السلالات التي بنيت عبر عقود إلى الدول التي تكتب فصلها الأول. المغرب يوفر المسرح، لكن البطولة ملك للقارة التي تستمر في إعادة تعريف نفسها عبر اللعبة.
ADD A COMMENT :