رحلة فرانشيسكو أكيربي مع إنتر ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا تُعد قصة رائعة عن الصبر والإصرار. في سن 37، كان المدافع المخضرم عنصرًا أساسيًا في عودة إنتر المذهلة في نصف النهائي ضد برشلونة، حيث سجل أول هدف له في دوري الأبطال في الوقت بدل الضائع ليضمن مكان الفريق في النهائي.
تميزت مسيرة أكيربي بتحديات شخصية كبيرة، منها معركته مع الاكتئاب بعد وفاة والده، وتغلبه على مرض سرطان الخصية مرتين، وهو ما يعتقد أنه منحه تركيزًا وقوة متجددة للاستمرار. وعلى الرغم من الانتكاسات الأخيرة بسبب الإصابات والجدل، عاد أكيربي بقوة ليظل عنصرًا رئيسيًا في دفاع إنتر ويلهم فريقه بروحه القتالية.
قاد المدير الفني لإنتر ميلان، سيموني إنزاغي، النادي خلال فترة صعبة تميزت بقيود مالية ومشاكل خارج الملعب، محولًا الفريق إلى منافس قوي في أوروبا. منذ توليه المهمة في 2021، قاد إنزاغي إنتر إلى نهائي دوري الأبطال الثاني خلال ثلاث سنوات، إضافة إلى الفوز بلقب الدوري الإيطالي، معتمدًا على لاعبين ذوي خبرة مثل أكيربي وقليل من التعاقدات الجديدة.
رغم عدم توفر ميزانية ضخمة مثل منافسيه كـ باريس سان جيرمان، بنى إنزاغي فريقًا قويًا قادرًا على المنافسة في أعلى المستويات، مع التركيز على العمل الجماعي والانضباط التكتيكي. وكانت قيادته حاسمة مع استعداد الفريق لمواجهة باريس سان جيرمان في مباراة قد تحدد إرثه التدريبي.
تختلف مسيرة إنزاغي التدريبية عن أيامه كلاعب، حيث كان في ظل نجاحات شقيقه فيليبو، المهاجم البارز والحاصل على ألقاب أوروبية متعددة، بينما كانت إنجازات سيموني كلاعب متواضعة مع لاتسيو.
لكن كمدرب، برز إنزاغي بشكل كبير، حيث أعاد حيوية لاتسيو بالفوز بالألقاب المحلية وتأهيل الفريق للمسابقات الأوروبية قبل انتقاله لإنتر. قدرته على النجاح رغم الموارد المحدودة والمحافظة على معنويات الفريق في الأوقات الصعبة تبرز نموه وصلابته كمدرب. النهج العملي والهدوء القيادي ساعدا في تحويل إنتر إلى فريق قادر على المنافسة على أكبر الجوائز في كرة القدم.
خلال فترة قيادته لإنتر، تكيف إنزاغي مع الظروف المتغيرة، مركزًا على بناء فريق متماسك بدلاً من الاعتماد على الصفقات المكلفة. بعد رحيل نجوم الفريق الفائز بالسكوديتو سابقًا، دمج صفقات بميزانية محدودة وعزز روح الوحدة للحفاظ على تنافسية الفريق.
كان هذا الأسلوب علامة مميزة في إدارته، حيث أكد على الجهد الجماعي بدلاً من الاعتماد على النجوم الفرديين. ومع اقتراب إنتر من نهائي دوري الأبطال، تبرز قصة عودة أكيربي الملهمة وعمل إنزاغي كدليل على الصمود والقيادة، مع هدف مشترك لتحقيق انتصار سيُخلد في تاريخ النادي.
ADD A COMMENT :