جاء تأهل سالزبورغ إلى البطولة عبر نظام تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، الذي كافأ أداءه المستقر في المشاركات الأوروبية خلال السنوات الأخيرة. رغم عدم تأهله للأدوار الإقصائية في دوري أبطال أوروبا لموسم 2023– 2024، تمكّن النادي النمساوي من حجز مقعده نظراً لقيود تمثيل الدول، متفوقًا على أندية أخرى. ويُعد هذا التأهل إنجازًا تاريخيًا للنادي وللكرة النمساوية، كونه أول نادٍ من البلاد يشارك في هذا المحفل العالمي.
أسفرت القرعة عن وقوع سالزبورغ في المجموعة الثامنة إلى جانب بطل أوروبا ريال مدريد، وبطل الكونكاكاف باتشوكا، وبطل آسيا الهلال. رغم صعوبة المهمة، فإنها تمثل فرصة ثمينة لاختبار الفريق أمام نخبة أندية العالم. ستبدأ حملة سالزبورغ بمواجهة باتشوكا في سينسيناتي يوم 18 يونيو، ثم يلاقي الهلال في واشنطن العاصمة يوم 22 يونيو، ويختتم مرحلة المجموعات بلقاء كبير ضد ريال مدريد في فيلادلفيا يوم 26 يونيو.
تمتد البطولة من 15 يونيو إلى 13 يوليو، وهي تمثل تحديًا لوجستيًا وبدنيًا كبيرًا للفريق النمساوي، نظرًا لجدول السفر المضغوط وكثافة المباريات، خاصة وأنها تُقام قبل بداية الموسم المحلي. المدرب غيرهارد ستروبر، الذي عاد لتدريب الفريق أواخر العام الماضي، سيواجه تحدي الموازنة بين الجاهزية البدنية وتدوير اللاعبين، لضمان أفضل أداء خلال البطولة دون التأثير على انطلاقة الموسم الجديد.
وجود سالزبورغ في هذه البطولة يسلّط الضوء أيضًا على مشروعه الرياضي الناجح في تطوير المواهب والاعتماد على الانتقالات الذكية. فقد أصبح النادي نموذجًا يحتذى به في أوروبا في اكتشاف النجوم وصقلهم، وسبق أن صدّر أسماء لامعة مثل إرلينغ هالاند ودومينيك سوبوسلاي. هذا الظهور العالمي فرصة لتعزيز مكانته وتوسيع جماهيريته في أسواق جديدة.
بالنسبة لكرة القدم النمساوية، يُعد تمثيل سالزبورغ في كأس العالم للأندية حدثًا رمزيًا هامًا، يُبرز تطور اللعبة في البلاد ويمنح أحد أبرز أنديتها منصة لعرض هويته وطموحاته أمام جمهور عالمي واسع. أنظار الجماهير ستكون متجهة نحو الفريق لمعرفة ما إذا كان بإمكانه المنافسة، بل وربما التألق، في مجموعة تضم عمالقة اللعبة على الساحة العالمية.
ADD A COMMENT :