في سن الثامنة عشرة فقط، حقق يامال بالفعل نجاحاً مذهلاً مع برشلونة، حيث سجل 28 هدفاً وقدم 29 تمريرة حاسمة في 113 مباراة، وفاز بلقبين في الدوري، وكأس محلية، وكأس السوبر. وعلى الصعيد الدولي، ساهم في فوز منتخب إسبانيا ببطولة أوروبا، مسجلاً أربعة أهداف، بينها هدف البطولة في نصف النهائي أمام فرنسا.
وبـ23 مباراة دولية و6 أهداف مع المنتخب، تبدو أرقامه مذهلة بالنسبة لمراهق، إلا أن القلق يتزايد داخل برشلونة بسبب الغرور المتنامي لنجمهم الشاب وخياراته الحياتية المثيرة للجدل.
عندما ظهر يامال لأول مرة في سن الخامسة عشرة، كان معروفاً بتواضعه وتركيزه واحترافيته — وهي صفات جعلت كثيرين يشبهونه بليونيل ميسي. غير أن الأشهر الأخيرة شهدت تحولاً كبيراً.
فعلى الرغم من احتلاله المركز الثاني في جائزة الكرة الذهبية واستمراره في التألق داخل الملعب، إلا أن سلوكه ومواقفه بدأت تثير الجدل.
تصريحاته في مقابلة على يوتيوب، عندما ألمح إلى أن الحكام يفضلون ريال مدريد، أثارت ضجة كبيرة قبل أول كلاسيكو هذا الموسم. واعتبر مشجعو ولاعبو ريال مدريد كلامه مستفزاً ومخالفاً لـ"ميثاق الشرف" بين اللاعبين المحترفين.
وجاءت هذه الحادثة لتضاف إلى سلسلة من الوقائع خارج الملعب. فقد أثارت حفلة عيد ميلاده الثامن عشر، التي تضمنت فقرات ترفيهية بمشاركة أشخاص من قصار القامة وتقارير عن استئجار نساء للترفيه، غضباً واسعاً وانتقادات بشأن السخرية وسوء الذوق.
وعلى الرغم من نفي يامال لأي تصرف خاطئ، إلا أن صورته العامة تضررت. في البداية، دافع عنه رئيس برشلونة، جوان لابورتا، واصفاً إياه بأنه "عبقري يجب دعمه"، لكن تقارير حديثة تشير إلى أن كلّاً من لابورتا والمدرب هانسي فليك قد فقدا صبرهما.
وتفيد مصادر داخل النادي بأن تأخر يامال المتكرر عن الاجتماعات والمعاملة الخاصة التي يحظى بها قد تسببت بتوتر داخل الفريق. كما أجرى المدير الرياضي للنادي، ديكو، اجتماعاً مع وكيل أعماله، خورخي مينديز، لمناقشة أسلوب حياة اللاعب خارج الملعب. ومن جانبه، وعد مينديز بالعمل على توجيه اللاعب نحو انضباط أكبر.
كما جذبت حياة يامال الشخصية اهتماماً واسعاً بسبب علاقته بالمغنية الأرجنتينية نيكي نيكول، حيث تُتابع وسائل الإعلام تفاصيل علاقتهما باستمرار، مما يعزز صورة أسلوب حياة نجم عالمي يرى بعض مسؤولي النادي أنه سابق لأوانه.
ويُضاف إلى ذلك تأثير والده، منير نصراوي، الذي يُتهم بالاستمتاع المفرط بشهرة ابنه وبالتدخل في شؤون النادي. وتفيد تقارير بأنه انتقد برشلونة علناً لعدم دعمه حملة ابنه للفوز بالكرة الذهبية.
وقارن نقاد حالة يامال بمواهب رياضية سابقة فقدت طريقها تحت ضغط الشهرة المبكرة. وأبدى أسطورة التنس بوريس بيكر قلقه، ناصحاً اللاعب بأن "يختار أصدقاءه بعناية ويكوّن شبكة دعم متينة"، بينما كان المدافع الفرنسي السابق عادل رامي أكثر حدة، واصفاً سلوك يامال بأنه "متعجرف وسخيف".
ورغم كل هذه الضوضاء خارج الملعب، لا يزال يامال من ألمع المواهب الشابة في كرة القدم. فقد سجل هذا الموسم ثلاثة أهداف وقدم خمس تمريرات حاسمة في سبع مباريات، لكنه غاب عن عدة لقاءات بسبب إصابة في الفخذ.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت مشكلاته الشخصية بدأت تؤثر على أدائه، إلا أن المؤشرات مقلقة.
والتحدي الأكبر أمام برشلونة الآن هو حماية موهبته الفذة من مخاطر الشهرة المبكرة قبل أن تتكرر قصص النجوم الشباب الذين ضاعت مسيرتهم تحت بريق المجد.
ADD A COMMENT :